
بغداد - رويترز
قال حسين الفلوجي عضو مؤتمر اهل العراق ومرشحه في جبهة التوافق العراقية السنية أمس ان رفض بعض الاطراف السياسية فكرة انشاء حكومة توافق وطني هو ''نذير شؤم'' سيزيد من صعوبة التوصل الى اتفاق بين جميع الاطراف المعنية.
وكانت الاطراف العراقية الرئيسية التي فازت في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي قد طرحت فكرة انشاء حكومة توافق وطني بعد مباحثات طويلة اجرتها في اقليم كردستان على ان تضم كل الاطراف الرئيسية التي اشتركت في الانتخابات بغض النظر عن النتائج التي حققتها.
لكن الائتلاف الشيعي سرعان ما تراجع عن فكرة حكومة التوافق الوطني وأعلن رئيسه عبد العزيز الحكيم في مطلع الاسبوع الحالي ان الائتلاف يرفض هذا الامر ويؤيد تشكيل حكومة مشتركة تضم كل الاطراف حسب نتائج الانتخابات.
وقال الفلوجي ان الائتلاف الشيعي والائتلاف الكردي ''كانا هما من طرحا فكرة تشكيل حكومة توافق وطني في مباحثات كردستان. ونحن كجبهة توافق وافقنا من جانبنا من حيث المبدأ على هذه الفكرة على انها تصب بالاتجاه الصحيح.'' واضاف ان جبهة التوافق العراقية ''علقت حينها المباحثات بهذا الموضوع الى ما بعد اعلان النتائج النهائية للانتخابات.'' ومضى يقول ''لكن ان يتنصل الطرف الذي طرح الفكرة باتجاه فكرة اخرى فهذا نذير شؤم وهذا معناه ان مباحثات تشكيل حكومة وطنية ستطول وسيكون من العسير التوصل الى اتفاق في مثل هذه الظروف.'' وقال الفلوجي ان الموقف الرسمي لجبهة التوافق العراقية في الوقت الحاضر ''هو عدم الدخول في اية مفاوضات قبل اعلان نتائج التحقيق الذي يقوم به الان الفريق الدولي... نحن الان في حالة ترقب لما ستفرزه نتائج التحقيق.'' وقال الفلوجي ان احد الاسباب التي دفعت جبهة التوافق الى تاجيل المباحثات وانتظار نتائج التحقيق ''هو لمعرفة حجمنا الحقيقي وحجم الاطراف الاخرى. وهذا الامر مهم وله علاقة مباشرة بتشكيل الحكومة.'' وكشف ان جميع الاطراف التي اجتمعت بالفريق الدولي والتي اعترضت على نتيجة الانتخابات الماضية ''بانتظار مفاجأة من نتائج التحقيق الدولي.'' واضاف ''واذا كان التقرير خاليا من المفاجأة باتجاه كشف التزوير الكبير الذي رافق عملية الانتخابات فان هذا الفريق سيضيف رصيدا اخر الى قائمة عدم حيادية المجتمع الدولي وعدم حيادية المنظمة الدولية تجاه القضية العراقية.'' وقال الفلوجي ان ''حرب المصطلحات'' التي تدور الان والتي يطرحها طرف بعينه ''تعكس صراع ارادات''.
واضاف ان صراع الارادات يدور الان بين الطرف الذي اظهرت النتائج الاولية لمفوضية الانتخابات فوزه بالانتخابات ''وهو يدفع باتجاه قبول النتائج بغض النظر عن ما حدث وما قد يحدث وهو المتمثل بالائتلاف الشيعي والكردي واطراف اخرى تطعن بشرعية النتائج وهي التي لم تحصل على ما كانت تطمح اليه او على الاقل ما كان متوقعا.'' ومضى يقول ''ان كل طرف يدفع باتجاه الاستماع الى طروحاته وشروطه... الشيعة والاكراد يدفعون باتجاه ما يسمى بالاستحقاق الانتخابي والطرف الاخر يدفع باتجاه عدم القبول بالنتائج والطعن بشرعيتها.'' وقال ان هذه الحرب هدفها ''الضغط على جبهة التوافق وجرها والاطراف الاخرى التي رفضت النتائج الاولية الى ما لا تريده وهو المشاركة في المباحثات وتشكيل حكومة قبل اعلان نتائج التحقيق الذي يقوم به الفريق الدولي.