المستقل في مفهومه السياسي هو ذلك الشخص أحب وطنه وشعبه ، وأخلص لهم بفكره وممارسته وشعوره ، وهو الذي يطرح طرحا هادفا لا ينحاز إلى هذه الفئة أو تلك ، هو الذي يجمع ولا يفرق ، ويبني ولا يهدم ، ينتقد الجميع من دون أن يكون تحت عباءة أحد ، مبتعدا عن النقد السلبي الهدام الذي لا يخدم المصلحة الوطنية العليا لشعبه ...
هو الذي لا يكل ولا يمل في طرح رؤيته من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والوحدة ، وجمع الشمل ورص الصفوف ، يدعو إلى الاتفاق حول رؤية موحدة وإستراتيجية واحدة ، يساهم ما أمكن في التخفيف من معاناة المواطن ولو بكلمة طيبة واحدة ، تعيد الأمل إلى القلوب ...
المستقل صاحب رؤية سياسية فكرية ، وربما لو استمع إليه أصحاب القرار والرأي والسياسة لوجدوا في جعبته الحلول لكثير من المشاكل السياسية والمجتمعية ، فكم من رجل مستقل مغمور يحمل عمقا فكريا لا يُسمع له ، ولا يؤخذ برأيه ، وكم من رجل مستقل مجهول يملك من الطاقات والإمكانيات من حيث الرؤية والتأثير والقدرة على الإقناع ولكن لا وزن له .
فليس المستقل من يقبع في بيته او عمله ولا يعنيه أحد ، ، بل هو المستقل من حيث رؤيته السياسية دون أن يكون له ارتباطاً أو تبعية بأحد من القوى أو التنظيمات السياسية المختلفة التي تتصارع فيما بينها .
